من شهر رمضان في هذه السنة * ذكر الخبر عن أمرها وكيف فتحت والسبب في ذلك * ذكر أن الأفشين لما عزم على الدنو من البذ والارتحال من كلان روذ جعل يزحف قليلا قليلا على خلاف زحفه قبل ذلك إلى المنازل التي كان ينزلها فكان يتقدم الأميال الأربعة فيعسكر في موضع على طريق المضيق الذي ينحدر إلى روذ الروذ ولا يحفر خندقا ولكنه يقيم معسكرا في الحسك وكتب إليه المعتصم يأمره أن يجعل الناس نوائب كراديس تقف على ظهور الخيل كما يدور العسكر بالليل فبعض القوم معسكرون وبعض وقوف على ظهور دوابهم على ميل كما يدور العسكر بالليل والنهار مخافة البيات كي إن دهمهم أمر يكون الناس على تعبية والرجالة في العسكر فضخ الناس من التعب وقالوا كم نقعد ههنا في المضيق ونحن قعود في الصحراء وبيننا وبين العدو أربع فراسخ ونحن نفعل فعالا كأن العدو بإزائنا قد استحينا من الناس والجواسيس الذين يمرون بيننا وبين العدو أربعة فراسخ ونحن قد متنا من الفزع أقدم بنا فإما لنا وإما علينا فقال أنا والله أعلم أن ما تقولون حق ولكن أمير المؤمنين أمرني بهذا ولا أجد منه بدا فلم يلبث أن جاءه كتاب المعتصم يأمره أن يتحرى بدراجه الليل على حسب ما كان فلم يزل كذلك أياما ثم انحدر في خاصته حتى نزل إلى روذ الروذ وتقدم حتى شارف الموضع الذي به الركوة التي واقعه عليها بابك في العام الماضي فنظر إليها ووجد عليها كردوسا من الخرمية فلم يحاربوه ولم يحاربهم فقال بعض العلوج مالكم تجيئون وتقرون أما تستحيون فأمر الأفشين ألا يجيئوهم ولا يبرز إليهم أحد فلم يزل مواقفهم إلى قريب من الظهر ثم رجع إلى عسكره فمكث فيه يومين ثم انحدر أيضا في أكثر مما كان انحدر في المرة الأولى فأمر أبا سعيد أن يذهب فيواقفهم على حسب ما كان واقفهم في المرة الأولى ولا يحركهم ولا يهجم عليهم وأقام الأفشين بروذ الروذ وأمر الكوهبانية أن يصعدوا إلى رؤس الجبال التي يظنون أنها حصينة فيتراؤا له فيها ويختاروا له في رؤس الجبال
(٢٤٢)