الأفشين وجعفر وأصحابه من ذلك الجانب يقاتلون وقد خرج من أصحاب جعفر عدة وخرج بابك بعدة فرسان لم يكن معهم رجالة لا من أصحاب الأفشين ولا من أصحاب بابك كان هؤلاء يحملون وهؤلاء يحملون فوقعت بينهم جراحات ورجع الأفشين حتى طرح له النطع والكرسي فجلس في موضعه الذي كان يجلس فيه وهو يتلظى على جعفر ويقول قد أفسد على تعبيتي وما أريد وارتفعت الضجة وكان مع أبي دلف في كردوس قوم من المطوعة من أهل البصرة وغيرهم فلما نظروا إلى جعفر يحارب انحدر أولئك المطوعة بغير أمر الأفشين وعبروا إلى ذلك جانب الوادي حتى صاروا إلى جانب البذ فتعلقوا به وأثروا فيه آثارا وكادوا يصعدونه فيدخلون البذ ووجه جعفر إلى الأفشين أن أمدني بخمسمائة راجل من الناشبة فإني أرجوا أن أدخل البذ إن شاء الله ولست أرى في وجهي كثير أحد إلا هذا الكردوس الذي تراه أنت فقط يعنى كردوس آذين فبعث إليه الأفشين أن قد أفسدت على أمرى فتخلص قليلا قليلا وخلص أصحابك وانصرف وارتفعت الضجة من المطوعة حين تعلقوا بالبذ وظن الكمناء الذين أخرجهم بابك أنها حرب قد اشتبكت فنعروا ووثبوا من تحت عسكر بخاراخذاه ووثب كمين آخر من وراء الركوة التي كان الأفشين يقعد عليها فتحركت الخرمية والناس وقوف على رؤسهم لم يزل منهم أحد فقال الأفشين الحمد الله الذي بين لنا مواضع هؤلاء ثم انصرف جعفر وأصحابه والمطوعة فجاء جعفر إلى الأفشين فقال له إنما وجهني سيدي أمير المؤمنين للحرب التي ترى ولم يوجهني للقعود ههنا وقد قطعت بي في موضع حاجتي ما كان يكفيني الا خمسمائة راجل حتى أدخل البذ أو جوف داره لانى قد رأيت من بين يدي فقال له الأفشين لا تنظر إلى ما بين يديك ولكن انظر إلى ما خلفك وما قد وثبوا ببخار اخذاه وأصحابه فقال الفضل بن كاوس لجعفر الخياط لو كان الامر إليك ما كنت تقدر أن تصعد إلى هذا الموضع الذي أنت عليه واقف حتى تقول كنت وكنت فقال له جعفر هذه الحرب وها أنا واقف لمن جاء فقال له الفضل
(٢٤٧)