* ذكر الخبر عن سبب ظفره به وحبسه إياه * * ذكر أن سهل بن سلامة كان مقيما ببغداد يدعو إلى العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلم يزل كذلك حتى اجتمع إليه عامة أهل بغداد ونزلوا عنده سوى من هو مقيم في منزله وهواه ورأيه معه وكان إبراهيم قدهم بقتاله قبل الوقعة ثم أمسك عن ذلك فلما كانت هذه الوقعة وصارت الهزيمة على أصحاب عيسى ومن معه أقبل على سهل بن سلامة فدس إليه وإلى أصحابه الذين بايعوه على العمل بالكتاب والسنة وألا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فكان كل من أجابه إلى ذلك قد عمل على باب داره برجا بجص وآجر ونصب عليه السلاح والمصاحف حتى بلغوا قرب باب الشأم سوى من أجابه من أهل الكرخ وسائر الناس فلما رجع عيسى من الهزيمة إلى بغداد أقبل هو وإخوته وجماعة أصحابه نحو سهل بن سلامة لأنه كان يذكرهم بأسوء أعمالهم وفعالهم ويقول الفساق لم يكن لهم عنده اسم غيره فقاتلوه أياما وكان الذي تولى قتاله عيسى بن محمد بن أبي خالد فلما صار إلى الدروب التي قرب سهل أعطى أهل الدروب الألف درهم والألفين على أن يتنحوا له عن الدروب فأجابوه إلى ذلك فكان نصيب الرجل الدرهم والدرهمان ونحو ذلك فلما كان يوم السبت لخمس بقين من شعبان تهيؤا له من كل وجه وخذله أهل الدروب حتى وصلوا إلى مسجد طاهر بن الحسين وإلى منزله وهو بالقرب من المسجد فلما وصلوا إليه اختفى منهم وألقى سلاحه واختلط بالنظارة ودخل بين النساء فدخلوا منزله فلما لم يظفروا به جعلوا عليه العيون فلما كان الليل أخذوه في بعض الدروب التي قرب منزله فأتوا به إسحاق بن موسى الهادي وهو ولى العهد بعد عمه إبراهيم بن المهدى وهو بمدينة السلام فكلمه وحاجه وجمع بينه وبين أصحابه وقال له حرضت علينا الناس وعبت أمرنا فقال له انما كانت دعوتي عباسية وانما كنت أدعو إلى العمل بالكتاب والسنة وأنا على ما كنت عليه أدعوكم إليه الساعة فلم يقبلوا ذلك منه ثم قالوا له اخرج إلى الناس فقل لهم إن ما كنت أدعوكم إليه باطل فأخرج إلى الناس وقال قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من العمل بالكتاب والسنة وأنا أدعوكم إليه
(١٤٦)