الصورة. فلاحظ.
الصورة الثانية: من الصور التي ذكرها شيخنا الأعظم قدس سره لهذا القسم من الشك في الكلي ما إذا احتمل حدوث الفرد المشكوك مقارنا لارتفاع الفرد المعلوم ولم يحتمل اجتماعهما مع عدم التباين بين الفردين عرفا، بل يتسامح العرف، فيعد الفرد اللاحق مع الفرد السابق كالمستمر الواحد.
وقد اختار قدس سره جريان الاستصحاب في ذلك على ما هو مسلكه من الاكتفاء بالتسامح العرفي في الوحدة بين المشكوك والمتيقن.
وقد مثل لذلك بما إذا كان المشكوك اللاحق من مراتب المتيقن السابق، كما لو علم بوجود السواد الشديد وعلم بارتفاعه إما بجميع مراتبه أو ببعضها، أو علم بارتفاع المرتبة الشديدة من كثرة الشك واحتمل بقاء مرتبة ضعيفة منها.
هذا، وقد تقدم منا عند الكلام في موضوع الاستصحاب المنع من الاعتماد على التسامح العرفي، وأنه لابد من الاتحاد الحقيقي بنظر العرف.
إلا أن ما ذكره من الأمثلة خارج عنه، لان المرتبة الضعيفة موجودة في ضمن المرتبة الشديدة بذاتها، وإن اختلفت عنها بحدها، فذهاب بعض حدود الأمور التشكيكية لا يوجب تبدل ذواتها، ليكون من تبادل الفردين، بل هو من سنخ تبدل الحالات الزائدة على الذات لا ينافي صدق البقاء عليها حقيقة، لبقاء ما به الاشتراك بعينه.
فالمورد من موارد القسم الأول للشك في بقاء الكلي الذي تقدم عدم الاشكال في جريان الاستصحاب فيه.
نعم، عمم قدس سره جريان الاستصحاب في ذلك لما إذا كان الشك في البقاء راجعا للشبهة المفهومية. وهو مبني على جريان الاستصحاب في المفهوم المردد، ويأتي في المقام الثاني المنع منه.
ثم إنه قد يدعى ظهور ثمرة جريان الاستصحاب في هذه الصورة فيما لو