لنعلم أي الحزبين) من قوم الفتية، أهل الهدى، وأهل الضلالة (أحصى لما لبثوا)، وذلك أنهم كتبوا اليوم الذي خرجوا فيه والشهر والسنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله (وزدناهم هدى) قال: إخلاصا وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (وربطنا على قلوبهم) قال: بالإيمان وفى قوله (لقد قلنا إذا شططا) قال:
كذبا. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال: جورا. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله) قال: كان قوم الفتية يعبدون الله ويعبدون معه آلهة شتى، فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: هي في مصحف ابن مسعود، وما يعبدون من دون الله، فهذا تفسيرها.
سورة الكهف الآية (17 - 20).
قوله (وترى الشمس إذا طلعت) شرع سبحانه في بيان حالهم، بعد ما أووا إلى الكهف (تزاور) قرأ أهل الكوفة بحذف تاء التفاعل، وقرأ ابن عامر " تزور " قال الأخفش: لا يوضع الازورار في هذا المعنى، إنما يقال هو مزور عني: أي منقبض. وقرأ الباقون بتشديد الزاي وإدغام تاء التفاعل فيه بعد تسكينها، وتزاور مأخوذ من الزور بفتح الواو، وهو الميل، ومنه زاره إذا مال إليه، والزور الميل، فمعنى الآية أن الشمس إذا طلعت تميل وتتنحى (عن كهفهم) قال الراجز الكلبي * جاب المندا عن هوانا أزور * أي مائل (ذات اليمين) أي ناحية اليمين، وهى الجهة المسماة باليمين، وانتصاب ذات على الظرف، (وإذا غربت تقرضهم) القرض: القطع. قال الكسائي والأخفش والزجاج وأبو عبيدة: تعدل عنهم وتتركهم، قرضت المكان: عدلت عنه، تقول لصاحبك: هل وردت مكان كذا؟ فيقول إنما قرضته: إذا مر به وتجاوز عنه، والمعنى: أن الشمس إذا طلعت مالت عن كهفهم ذات اليمين: أي يمين الكهف، وإذا غربت تمر (ذات الشمال) أي شمال الكهف لا تصيبه. بل تعدل عن سمته إلى الجهتين، والفجوة المكان المتسع، وجملة (وهم في فجوة منه) في محل نصب على الحال،