وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إن الله أنزل في هذا الكتاب تبيانا لكل شئ، ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن، ثم قرأ (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ). وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال: من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين. وأخرج أحمد عن عثمان بن أبي العاص قال: " كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا إذ شخص بصره فقال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية ". وفى إسناده شهر بن حوشب. وقال ابن كثير في تفسيره: إسناده لا بأس به. وقد أخرجه مطولا أحمد والبخاري في الأدب وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من حديث ابن عباس، وحسن ابن كثير إسناده. وأخرج الباوردي وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة عن عبد الملك بن عمير أن هذه الآية لما بلغت أكثم بن صيفي حكيم العرب قال: إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، ثم قال لقومه: كونوا في هذا الأمر رؤوسا ولا تكونوا فيه أذنابا، وكونوا فيه أولا ولا تكونوا فيه آخرا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله (إن الله يأمر بالعدل) قال: شهادة أن لا إله إلا الله، والإحسان أداء الفرائض (وإيتاء ذي القربى) قال: إعطاء ذوي الأرحام الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم (وينهى عن الفحشاء) قال: الزنا (والمنكر) قال الشرك (والبغي) قال: الكبر والظلم (يعظكم) قال: يوصيكم (لعلكم تذكرون) وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب ومحمد بن نصر في الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب قال: أعظم آية في كتاب الله - الله لا إله إلا هو الحي القيوم - وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر الآية التي في النحل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) وأكثر أية في كتاب الله تفويضا - ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب - وأشد آية في كتاب الله رجاء - يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم - الآية. وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن أنه قرأ هذه الآية (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) إلى آخرها ثم قال: إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئا إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئا إلا جمعه.
وأخرج البخاري في تاريخه من طريق الكلبي عن أبيه قال: مر علي بن أبي طالب بقوم يتحدثون فقال: فيم أنتم؟ قالوا: نتذاكر المروءة. فقال: أو ما كفاكم الله عز وجل ذلك في كتابه إذ يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) فالعدل الإنصاف. والإحسان التفضل، فما بقي بعد هذا؟
سورة النحل الآية (91 - 93)