وأخرج أيضا عن ابن عباس (بما كسبوا) يقول: بما عملوا. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى (بل لهم موعد) قال: الموعد يوم القيامة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (موئلا) قال: ملجأ: وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد (موئلا) قال: محرزا.
سورة الكهف الآية (60 - 70) الظرف في قوله (وإذ قال) متعلق بفعل محذوف هو أذكر. قيل ووجه ذكر هذه القصة في هذه السورة، أن اليهود لما سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قصة أصحاب الكهف وقالوا: إن أخبركم فهو نبي وإلا فلا.
ذكر الله قصة موسى والخضر تنبيها على أن النبي لا يلزمه أن يكون عالما بجميع القصص والأخبار. وقد اتفق أهل العلم على أن موسى المذكور هو موسى بن عمران النبي المرسل إلى فرعون، وقالت فرقة لا التفات إلى ما تقوله منهم نوف البكالي: إنه ليس ابن عمران، وإنما هو موسى بن ميشى بن يوسف بن يعقوب، وكان نبيا قبل موسى بن عمران، وهذا باطل قد رده السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم كما في صحيح البخاري وغيره، والمراد بفتاه هنا هو يوشع بن نون. قال الواحدي: أجمعوا على أنه يوشع بن نون، وقد مضى ذكره في المائدة، وفى آخر سورة يوسف، ومن قال: إن موسى هو ابن ميشى قال: إن هذا الفتى لم يكن هو يوشع بن نون. قال الفراء:
وإنما سمى فتى موسى لأنه كان ملازما له يأخذ عنهم العلم ويخدمه، ومعنى (لا أبرح) لا أزال، ومنه قوله - لن نبرح عليه عاكفين - ومنه قول الشاعر:
وأبرح ما أدام الله قومي * بمحمد الله منتطقا مجيدا وبرح إذا كان بمعنى زال فهو من الأفعال الناقصة، وخبره هنا محذوف اعتمادا على دلالة ما بعده وهو (حتى أبلغ مجمع البحرين) قال الزجاج: لا أبرح بمعنى لا أزال، وقد حذف الخبر لدلالة حال السفر عليه، ولأن قوله " حتى أبلغ " غاية مضروبة، فلا بد من ذي غاية، فالمعنى: لا أزال أسير إلى أن أبلغ، ويجوز أن يراد لا يبرح