الخلد ". وأخرج أبو الشيخ عن السدي (وحسن مآب) قال: حسن منقلب. وأخرج ابن جرير عن الضحاك مثله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (وهم يكفرون بالرحمن) قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زمن الحديبية حين صالح قريشا كتب في الكتاب: " بسم الله الرحمن الرحيم، فقالت قريش: أما الرحمن فلا نعرفه، وكان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم، فقال أصحابه: دعنا نقاتلهم، فقال لا، ولكن اكتبوا كما يريدون ". وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في هذه الآية نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد (وإليه متاب) قال: توبتي.
سورة الرعد الآية (31 - 35) قوله (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) قيل هذا متصل بقوله - لولا أنزل عليه آية من ربه - وأن جماعة من الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يسير لهم جبال مكة حتى تنفسح فإنها أرض ضيقة، فأمره الله سبحانه بأن يجيب عليهم بهذا الجواب المتضمن لتعظيم شأن القرآن وفساد رأي الكفار حيث لم يقنعوا به وأصروا على تعنتهم وطلبهم ما لو فعله الله سبحانه لم يبق ما تقتضيه الحكمة الإلهية من عدم إنزال الآيات التي يؤمن عندها جميع العباد. ومعنى سيرت به الجبال: أي بإنزاله وقراءته فسارت عن محل استقرارها (أو قطعت به الأرض) أي صدعت حتى صارت قطعا متفرقة (أو كلم به الموتى) أي صاروا أحياء بقراءته عليهم. فكانوا يفهمونه عند تكليمهم به كما يفهمه الأحياء.
وقد اختلف في جواب لو ماذا هو؟ فقال الفراء: هو محذوف. وتقديره: لكان هذا القرآن. وروى عنه أنه قال: إن الجواب لكفروا بالرحمن: أي لو فعل بهم هذا لكفروا بالرحمن، وقيل جوابه لما آمنوا كما سبق في قوله