وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: عسى رجل أن يقول إن الله أمر بكذا أو نهى عن كذا، فيقول الله عز وجل له: كذبت، أو يقول: إن الله حرم كذا أو أحل كذا، فيقول الله له: كذبت. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله (وعلى الذين هادوا ما قصصنا عليك) قال: في سورة الأنعام. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة مثله، وقال حيث يقول - وعلى الذين هادوا - إلى قوله - وإنا لصادقون -:
سورة النحل الآية (120 - 128).
لما فرغ سبحانه من دفع شبه المشركين وإبطال مطاعنهم، وكان إبراهيم عليه السلام من الموحدين وهو قدوة كثير من النبيين ذكره الله في آخر هده السورة فقال (إن إبراهيم كان أمة) قال ابن الأعرابي: يقال للرجل العالم أمة، والأمة الرجل الجامع للخير، قال الواحدي: قال أكثر أهل التفسير: أي معلما للخير، وعلى هذا فمعنى كون إبراهيم كان أمة أنه كان معلما للخير أو جامعا لخصال الخير أو عالما بما علمه الله من الشرائع، وقيل أمة بمعنى مأموم: أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير كما قال سبحانه - إني جاعلك للناس إماما - والقانت المطيع، وقد تقدم بيان معاني القنوت في البقرة: والحنيف المائل عن الأديان الباطلة إلى دين الحق، وقد تقدم بيانه في الأنعام (ولم يك من المشركين) بالله كما تزعمه كفار قريش أنه كان على دينهم الباطل (شاكرا لأنعمه) التي أنعم الله بها عليه وإن كانت قليلة كما يدل عليه جمع القلة فهو شاكر لما كثر منها بالأولى (اجتباه) أي اختاره للنبوة واختصه بها (وهداه إلى صراط مستقيم) وهو ملة الإسلام ودين الحق (وآتيناه في الدنيا حسنة) أي خصلة حسنة أو حالة حسنة، وقيل هي الولد الصالح، وقيل الثناء الحسن، وقيل النبوة، وقيل الصلاة منا عليه في التشهد، وقيل هي أنه يتولاه جميع أهل الأديان، ولا مانع أن يكون ما آتاه الله شاملا لذلك كله ولما عداه من خصال الخير (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) حسبما وقع منهم السؤال لربه حيث قال - وألحقني بالصالحين. واجعل لي لسان صدق في الآخرين. واجعلني من ورثة جنة النعيم - (ثم أوحينا إليك) يا محمد مع علو درجتك وسمو منزلتك وكونك سيد