وأخرج ابن المنذر وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) قال: الرجال. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير من قوله مثله. وأخرج أبو نصر السجري في الإبانة من طريق مجاهد عن ابن عباس في الآية قال: العلماء زينة الأرض. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: هم الرجال العباد العمال لله بالطاعة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ وابن مردويه عن ابن عمر قال:
تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية (لنبلوهم أيهم أحسن عملا) فقلت: ما معنى ذلك يا رسول الله؟
قال: ليبلوكم أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرعكم في طاعة الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: ليختبرهم (أيهم أحسن عملا) قال: أيهم أتم عقلا. وأخرج عن الحسن (أيهم أحسن عملا) قال: أشدهم للدنيا تركا، وأخرج أيضا عن الثوري قال: أزهدهم في الدنيا. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) قال: يهلك كل شئ ويبيد. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: الصعيد التراب والجبال التي ليس فيها زرع. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: يعنى بالجرز الخراب.
سورة الكهف الآية (9 - 16) قوله (أم حسبت) أم هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة عند الجمهور، وببل وحدها عند بعضهم والتقدير:
بل أحسبت، أو بل حسبت، ومعناها الانتقال من حديث إلى حديث آخر، لا لإبطال الأول والإضراب عنه كما هو معنى بل في الأصل. والمعنى: أن القوم لما تعجبوا من قصة أصحاب الكهف وسألوا عنها الرسول على سبيل الامتحان، قال سبحانه: بل أظننت يا محمد أنهم كانوا عجبا من آياتنا فقط؟ لا تحسب ذلك فإن آياتنا كلها عجب، فإن من كان قادرا على جعل ما على الأرض زينة لها للإبتلاء، ثم جعل ما عليها صعيدا جرزا كأن لم تغن بالأمس، لا تستبعد قدرته وحفظه ورحمته بالنسبة إلى طائفة مخصوصة، وإن كانت قصتهم خارقة للعادة، فإن آيات الله سبحانه كذلك وفوق ذلك. و (عجبا) منتصبة على أنه خبر كان: أي ذات عجب، أو موصوفة بالعجب مبالغة. ومن آياتنا في محل نصب على الحال، و (إذ أوى الفتية) ظرف لحسبت أو لفعل مقدر، وهو