فتح القدير - الشوكاني - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
وأخرج هؤلاء عنه أيضا قال: المستقدمين آدم ومن مضى من ذريته، والمستأخرين في أصلاب الرجال. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة نحوه.
سورة الحجر الآية (26 - 44) المراد بالإنسان في قوله (ولقد خلقنا الإنسان) هو آدم لأنه أصل هذا النوع، والصلصال قال أبو عبيدة:
هو الطين المخلوط بالرمل الذي يتصلصل إذا حرك. فإذا طبخ في النار فهو الفخار. وهذا قول أكثر المفسرين.
وقال الكسائي: هو الطين المنن، مأخوذ من قول العرب صل اللحم وأصل: إذا أنتن، مطبوخا كان أو نيئا.
قال الحطيئة: ذاك فتى يبذل ذا قدرة * لا يفسد اللحم لديه الصلول والحمأ: الطين الأسود المتغير. أو الطين الأسود من غير تقييد بالمتغير. قال ابن السكيت: تقول منه حمأت البئر حمأ بالتسكين: إذا نزعت حمأتها. وحمئت البئر حمأ بالتحريك: كثرت حمأتها، وأحميتها إحماء: ألقيت فيها الحمأة. قال أبو عبيدة: الحمأة بسكون الميم مثل الحمأة يعنى بالتحريك، والجمع حمء مثل تمرة وتمر، والحمأ المصدر مثل الهلع والجزع. ثم سمى به. والمسنون قال الفراء: هو المتغير، وأصله من سننت الحجر على الحجر:
إذا حككته، وما يخرج بين الحجرين يقال له السنانة والسنين، ومنه قول عبد الرحمن بن حسان:
ثم حاصرتها إلى القبة الحمرا * تمشى في مرمر وسنون أي محكوك، ويقال: أسن الماء إذا تغير. ومنه قوله - لم يتسنه - وقوله - ماء غير آسن - وكلا الاشتقاقين يدل على التغير، لأن ما يخرج بين الحجرين لا يكون إلا منتنا. وقال أبو عبيدة: المسنون المصوب، وهو من قول
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست