أبو عبيد وأبو حاتم. قال الكسائي: ويجوز بينة بالتنوين. قال النحاس: إذا نونت بينة ورفعت جعلت ما بدلا منها، وإذا نصبت فعلى الحال. والمعنى: أو لم يأتهم ما في الصحف الأولى مبينا، وهذا على ما يقتضيه الجواز النحوي وإن لم تقع القراءة به (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله) أي من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو من قبل إتيان البينة لنزول القرآن (لقالوا) يوم القيامة (ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا) أي هلا أرسلت إلينا رسولا في الدنيا (فنتبع آياتك) التي يأتي بها الرسول (من قبل أن نذل) بالعذاب في الدنيا (ونخزى) بدخول النار، وقرئ " نذل، ونخزى " على البناء للمفعول، وقد قطع الله معذرة هؤلاء الكفرة بإرسال الرسول إليهم قبل إهلاكهم ولهذا حكى الله عنهم أنهم - قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ - (قل كل متربص فتربصوا) أي قل لهم يا محمد كل واحد منا ومنكم متربص: أي منتظر لما يؤول إليه الأمر فتربصوا أنتم (فستعلمون) عن قريب (من أصحاب الصراط السوي). أي فستعلمون بالنصر والعاقبة من هو من أصحاب الصراط المستقيم (ومن اهتدى) من الضلالة ونزع عن الغواية، ومن في الموضعين في محل رفع بالابتداء. قال النحاس: والفراء يذهب إلى أن معنى (من أصحاب الصراط السوي) من لم يضل، وإلى أن معنى (من اهتدى) من ضل ثم اهتدى، وقيل من في الموضعين في محل نصب، وكذا قال الفراء. وحكى عن الزجاج أنه قال: هذا خطأ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. وقرأ أبو رافع " فسوف تعلمون " وقرأ يحيى بن يعمر وعاصم الجحدري " السوي " على فعلى، وردت هذه القراءة بأن تأنيث الصراط شاذ، وقيل هي بمعنى الوسط والعدل اه.
وقد أخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله (أفلم يهد لهم) ألم نبين لهم (كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم) نحو عاد وثمود ومن أهلك من الأمم وفى قوله (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى) يقول هذا من مقاديم الكلام، يقول لولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى نحوه. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: الأجل المسمى الكلمة التي سبقت من ربك.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (لكان لزاما) قال موتا: وأخرج الفريابي وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله (وسبح بحمد ربك) الآية قال: هي الصلاة المكتوبة.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن جرير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس) قال: قبل طلوع الشمس صلاة غيره ويأتينا فردا أي يوم القيامة روبها صلاة العصر. وفى الصحيحين وغيرهما من حديث جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لاتضامون فى رويته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، وقرأ (فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) ". وفي صحيح مسلم وسنن أبى داود والنسائى عن عمارة بن روية ".
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ".
وأخرج ابن أبى شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والخرائطى وأبو نعيم عن أبى رافع قال " أضاف النبى صلى الله عليه وآله وسلم ضيفا، ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يصلحه، فأرسلنى ألى رجل من اليهود أن بعنا أو سلفنا دقيقا إلى هلال رجب، فقال: لا إلا برهن، فأتيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، فقال: أما والله أنى لامين فى السماء أمين فى الارض، ولئن أسلفنى أوباعتى لاديت إليه، اذهب بدرعى الجديد، فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية (ولا تمدن عينيك) " كأنه يعزيه عن الدنيا. وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " إن