أبى حاتم عنه أيضا (تؤتى أكلها كل حين) قال: تطعم في كل ستة أشهر. وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عنه أيضا قال: الحين هنا سنة، وأخرج البيهقي عنه أيضا قال: الحين قد يكون غدوة وعشية.
وقد روى عن جماعة من السلف في هذا أقوال كثيرة. وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن البراء بن عازب: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله سبحانه (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة). وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن البراء بن عازب في قوله (يثبت الله الذين آمنوا) الآية قال: التثبيت في الحياة الدنيا إذا جاء الملكان إلى الرجل في القبر فقالا من ربك؟ فقال ربى الله، قال: وما دينك؟ قال ديني الإسلام، قال: ومن نبيك؟
قال نبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فذلك التثبيت في الحياة الدنيا. وأخرج البيهقي عن ابن عباس نحوه.
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي سعيد في الآية قال: في الآخرة القبر. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت " قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا) الآية قال: هذا في القبر " وأخرج البيهقي من حديثها نحوه. وأخرج البزار عنها أيضا قالت " قلت يا رسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة؟ قال (يثبت الله الذين آمنوا) الآية "، وقد وردت أحاديث كثيرة في سؤال الملائكة للميت في قبره، وفى جوابه عليهم وفى عذاب القبر وفتنته، وليس هذا موضع بسطها، وهى معروفة.
سورة إبراهيم الآية (28 - 34) قوله (ألم تر) هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لكل من يصلح له، وهو تعجيب من حال الكفار حيث جعلوا بدل نعمة الله عليهم الكفر: أي بدل شكرها الكفر بها، وذلك بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حين بعثه الله منهم وأنعم عليهم به. وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أنهم كفار مكة وأن الآية نزلت فيهم وقيل نزلت في الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر، وقيل نزلت في بطنين من بطون قريش بنى مخزوم وبنى أمية، وقيل نزلت في متنصرة العرب، وهم جبلة بن الأيهم وأصحابه، وفيه نظر، فإن جبلة وأصحابه لم يسلموا إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل إنها عامة في جميع المشركين، وقيل