سورة المؤمنون الآية (102 - 118) (حتى) هي الابتدائية دخلت على الجملة الشرطية، وهى مع ذلك غاية لما قبلها متعلقة بقوله لكاذبون وقيل بيصفون، والمراد بمجئ الموت مجئ علاماته (قال رب ارجعون) أي قال ذلك الأحد الذي حضره الموت تحسرا وتحزنا على ما فرط منه رب ارجعون: أي ردوني إلى الدنيا، وإنما قال ارجعون بضمير الجماعة لتعظيم المخاطب. وقيل هو على معنى تكرير الفعل: أي ارجعني ارجعني ارجعني، ومثله قوله " ألقيا في جهنم " قال المازني: معناه ألق ألق، وهكذا قيل في قول امرئ القيس: * قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * ومنه قول الحجاج * يا حرسي اضربا عنقه * ومنه قول الشاعر: * ولو شئت حرمت النساء سواكم * وقول الآخر: * ألا فارحموني يا إله محمد *.
وقيل إنهم لما استغاثوا بالله قال قائلهم رب، ثم رجع إلى مخاطبة الملائكة فقال: (ارجعون لعلى أعمل صالحا) أي أعمل عملا صالحا في الدنيا إذا رجعت إليها من الإيمان وما يتبعه من أعمال الخير، ولما تمنى أن يرجع ليعمل رد الله عليه ذلك بقوله (كلا إنها كلمة هو قائلها) فجاء بكلمة الردع والزجر، والضمير في إنها يرجع إلى قوله (رب ارجعون) أي إن هذه الكلمة هو قائلها لا محالة، وليس الأمر على ما يظنه من أنه يجاب إلى الرجوع إلى الدنيا، أو المعنى: أنه لو أجيب إلى ذلك لما حصل منه الوفاء كما في قوله " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " وقيل إن