والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله (وما جعلنا الرؤيا) الآية قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة أسرى به إلى بيت المقدس، وليست برؤيا منام (والشجرة الملعونة في القرآن) قال: هي شجرة الزقوم. وأخرج أبو سعيد وأبو يعلى وابن عساكر عن أم هانئ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أسرى به أصبح يحدث نفرا من قريش وهو يستهزئون به. فطلبوا منه آية فوصف لهم بيت المقدس، وذكر لهم قصة العير، فقال الوليد بن المغيرة: هذا ساحر، فأنزل الله إليه (وما جعلنا الرؤيا) الآية. وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات، فأنزل الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس). قال ابن كثير بعد أن ساق إسناده: وهذا السند ضعيف جدا، وذكر من جملة رجال السند محمد بن الحسن بن زبان وهو متروك وشيخه عبد المهيمن بن عباس ابن سهل بن سعد ضعيف جدا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة، فأنزل الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرة الملعونة) ": يعنى الحكم وولده. وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلي بن مرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " رأيت بني أمية على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء. واهتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك، فأنزل الله الآية ". وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي نحوه مرفوعا وهو مرسل. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر عن سعيد بن المسيب نحوه وهو مرسل. وأخرج ابن مردويه عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأبيك وجدك " إنكم الشجرة الملعونة في القرآن " وفى هذا نكارة لقولها يقول لأبيك وجدك ولعل جد مروان لم يدرك زمن النبوة. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرى أنه دخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذ بالمدينة فسار إلى مكة قبل الأجل فرده المشركون، فقال ناس قد رد. وقد كان حدثنا أنه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم وقد تعارضت هذه الأسباب ولم يمكن الجمع بينها فالواجب المصير إلى الترجيح والراجح كثرة وصحة هو كون سبب نزول هذه الآية قصة الاسراء فيتعين ذلك. وقد حكى ابن كثير إجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك في الرؤيا، وفى تفسير الشجرة وأنها شجرة الزقوم، فلا اعتبار بغيرهم معهم. وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال: قال أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شجرة الزقوم تخويفا لهم: يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد؟ قالوا لا قال: عجوة يثرب بالزبد. والله لئن استمكنا منها لنزقمنها تزقما قال الله سبحانه - إن شجرة لزقوم طعام الأثيم -، " وأنزل والشجرة الملعونة في القرآن " الآية. وأخرج ابن المنذر عنه في قوله (والشجرة لملعونة) قال: ملعونة لأنه قال - طلعها كأنه رؤس الشياطين - والشياطين ملعونون.
سورة الإسراء الآية (61 - 63)