ابن مسعود أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن " الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين هم على صلواتهم يحافظون " قال: ذلك على مواقيتها، قالوا ما كنا نرى ذلك إلا على تركها، قال: تركها كفر.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبي هريرة في قوله (أولئك هم الوارثون) قال: يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم التي أعدت لهم لو أطاعوا الله. وأخرج سعيد بن منصور وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله، فذلك قوله (أولئك هم الوارثون) ". وأخرج عبد بن حميد والترمذي وقال حسن صحيح غريب عن أنس، فذكر قصة، وفيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها، ويدل على هذه الوراثة المذكورة هنا قوله تعالى - تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا -، وقوله - تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون - ويشهد لحديث أبي هريرة هذا ما في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " يجئ يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى " وفى لفظ له قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا، فيقول هذا فكاكك من النار ".
سورة المؤمنون الآية (12 - 22) لما حث سبحانه عباده على العبادة ووعدهم الفردوس على فعلها، عاد إلى تقرير المبدأ والمعاد ليتمكن ذلك في نفوس المكلفين فقال (ولقد خلقنا الإنسان) إلى آخره، واللام جواب قسم محذوف، والجملة مبتدأة، وقيل معطوفة على ما قبلها، والمراد بالإنسان الجنس لأنهم مخلوقون في ضمن خلق أبيهم آدم، وقيل المراد به آدم. والسلالة فعالة من السل، وهو استخراج الشئ من الشئ، يقال سللت الشعرة من العجين، والسيف من الغمد فانسل، فالنطفة سلالة، والولد سليل، وسلالة أيضا، ومنه قول الشاعر: