ولا يجوز له أن يصوم أيام التشريق، فإن النبي (صلى الله عليه وآله بعث بديل بن ورقاء الخزاعي على جمل أورق فأمره أن يتخلل الفساطيط وينادي في الناس أيام منى: ألا لا تصوموا فإنها أيام أكل وشرب وبعال (1) ومن جهل صيام ثلاثة أيام في الحج صامها بمكة إن أقام جماله، وإن لم يقم صامها في الطريق أو المدينة إن شاء، فإذا رجع إلى أهله صام سبعة أيام وإن مات قبل أن يرجع إلى أهله ويصوم السبعة فليس على وليه القضاء ".
ويدل على قول ابن الجنيد ما رواه الشيخ في التهذيب عن إسحاق بن عمار (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام) " أن عليا " (عليه السلام) كان يقول: من فاته صيام الثلاثة الأيام التي في الحج فليصمها أيام التشريق، فإن ذلك جائز له ".
وعن القداح (3) عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) " أن عليا " (عليه السلام) كان يقول: من فاته صيام الثلاثة الأيام في الحج - وهي قبل يوم التروية بيوم ويوم عرفة - فليصم أيام التشريق، فقد أذن له ".
ويدل على القول الثالث ما قدمناه من الأخبار الصحيحة الصريحة المستفيضة.
والعلامة في المختلف لم يورد لهذا القول دليلا " إلا قوله في صحيحة عبد الرحمان بن الحجاج (4) عن أبي الحسن (عليه ا لسلام): " فإن فاته ذلك قال: يصوم صبيحة الحصبة ويومين بعد ذلك " ثم أجاب عنه بأنه يحتمل أنه أراد بصبيحة يوم الحصبة ثاني يومها.