عن أبي بصير تعين كونه ليث المرادي، ولا يخلو من تأمل، لما قاله الوالد (رحمه الله) من أنه اطلع على رواية فيها ابن مسكان عن يحيى بن القاسم، وأظن أني وقفت على ذلك أيضا " انتهى.
(أقول): لم نقف بعد الفحص والتتبع الزائد في كتب الأخبار على ذلك إلا أنهم ذكروا أيضا أن رواية عاصم بن حميد عن أبي بصير مما يعين كونه ليث المرادي وقد وقفت في كتاب الإستبصار في باب وقت صلاة الفجر على رواية عاصم بن حميد عن أبي بصير المكفوف، ومثله في التهذيب أيضا، لكن الموجود في الفقيه والكافي في هذا السند بعينه عن أبي بصير ليث المرادي والمتن بحاله، لكن فيه زيادة في رواية الشيخ في آخر الحديث ليست في رواية ذينك الشيخين.
وكيف كان، ولو مع تقدير صحة رواية الشيخ وعدم تطرق احتمال الغلط أو السهو فيما نقله، فلا شك أن الحمل على الأكثر المتكرر قرينة مرجحة كما صرحوا به في أمثال ذلك.
هذا، وقد ذهب الفاضل ملا محمد باقر السبزواري الخراساني صاحب الكفاية وذخيرة المعاد في شرح الإرشاد في الشرح المذكور إلى أن أبا بصير الذي هو يحيى بن القاسم أو ابن أبي القاسم ثقة، وأن المطعون فيه بالوقف والضعف إنما هو يحيى بن القاسم وغيره، وأبو بصير إنما هي كنية الأول خاصة، وإنما نشأ الاشتباه من العلامة في الخلاصة، وإلا فكتب علماء الرجال المتقدمين صريحة في التعدد.
واستدل على ذلك بوجوه: (منها) أن أبا بصير أسدي كما يظهر من رجال النجاشي والكشي واختيار الرجال والخلاصة ورجال العقيقي، والآخر أزدي كما يفهم من رجال الكشي. و (منها) أنه ذكر الشيخ في (قر) (1) يحيى بن أبي القاسم يكنى أبا بصير مكفوف، واسم أبي القاسم إسحاق. وقال بعده بلا فصل: يحيى بن أبي القاسم