يوم حنين أنا ابن العواتك (1) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم وكانت لدة عبد المطلب قالت تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة اللهم أو مهمومة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل (2) يقول يا معشر قريش ان هذا النبي المبعوث قد أظلتكم أيامه وهذا إبان نجومه فحيهلا بالحيا والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما جساما أبيض نصا أو طف أهدب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه وسنة يهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليمسوا من الماء وليمسوا من الطيب وليستسلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعوا الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم فأصبحت علم الله اقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت الرؤيا وفشت في شعاب مكة فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي إلا قال هذا شبيه الحمد وتناهت إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فسنوا ومشوا واستلوا ثم ارتقوا أبا قبيس واصطفوا حوله ما يبلغ سعيهم مهلة حتى استووا بذروة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام أيفع أو كرب فرفع يده وقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت معلم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعد راتب حرمك يشتكون إليك سنيهم أذهبت الخلف والظلف اللهم فأمطرن علينا غيثا مغدقا مربعا فورب الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب هنيئا لك يا أبا البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة بنت أبي صيفي:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر فجاد بالماء جوني له سبل * سحا فعاشت به الانعام والشجر فبارك الله بالميمون طائره * وخير من بشرت يوما به مضر مبارك الامر يستسقي الغمام به * ما في الأنام له عدل ولا خطر رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.