وأخاك تحت الكساء، فدنا الحسين نحو الكساء وقال: السلام عليك يا جداه!
السلام عليك يا من اختاره الله! أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء؟
فقال: وعليك السلام يا ولدي، وشافع أمتي! قد أذنت لك. فدخل معهما تحت الكساء.
فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب وقال: السلام عليك يا بنت رسول الله! فقلت: وعليك السلام يا أبا الحسن، ويا أمير المؤمنين! فقال: يا فاطمة!
إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة أخي وابن عمي رسول الله! فقلت: نعم، ها هو مع ولديك تحت الكساء، فأقبل علي نحو الكساء وقال: السلام عليك يا رسول الله! أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء؟
قال له: وعليك السلام يا أخي، ويا وصيي وخليفتي، وصاحب لوائي! قد أذنت لك. فدخل علي تحت الكساء.
ثم أتيت نحو الكساء وقلت: السلام عليك يا أبتاه، يا رسول الله! أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء؟
قال: وعليك السلام يا بنتي ويا بضعتي! قد أذنت لك، فدخلت تحت الكساء، فلما اكتملنا جميعا تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء وأومأ بيده اليمنى إلى السماء وقال: أللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي حامتي، لحمهم لحمي، ودمهم دمي، يؤلمني ما يؤلمهم، ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم، ومحب لمن أحبهم، إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
فقال الله عزوجل: يا ملائكتي، ويا سكان سماواتي! إني ما خلقت سماء مبنية