(ويطعمون الطعام على حبه) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له (مسكينا) من مساكين المسلمين (ويتيما) من يتامى المسلمين (وأسيرا) من أسارى المشركين ويقولون: إذا أطعموهم: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزآء ولا شكورا). (1) قال: والله! ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكلفوننا به ولا شكورا تثنون علينا به، ولكن إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره: (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة) في الوجوه (وسرورا) في القلوب (وجزاهم بما صبروا جنة) (2) يسكنونها (وحريرا) يفترشونه ويلبسونه (متكئين فيها على الآرآئك) والأريكة: السرير عليه الحجلة (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا). (3) قال ابن عباس: فبينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنة: يا رب! إنك قلت في كتابك: (لا يرون فيها شمسا)؟!
فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس، ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما؛ ونزلت (هل أتى) فيهم إلى قوله تعالى:
(وكان سعيكم مشكورا). (4) [33] - 33 - فرات الكوفي: عن محمد بن إبراهيم الفزاري. [قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي، قال: حدثنا حماد بن عيسى الجهني، قال: حدثنا النهاس بن فهم، عن