فقال له: هيهات، والله! لا ذقت قطرة واحدة من الماء حتى تذوق الموت غصة بعد غصة.
فقال له: ويلك، اكشف لي عن وجهك وبطنك، فكشف له، فإذا هو أبقع أبرص، له صورة تشبه الكلاب والخنازير.
فقال الحسين (عليه السلام): صدق جدي فيما قال.
فقال: وما قال جدك؟
قال: يقول لأبي: يا علي! يقتل ولدك هذا رجل أبقع أبرص، أشبه الخلق بالكلاب والخنازير.
فغضب الشمر من ذلك، وقال: تشبهني بالكلاب والخنازير، فوالله! لأذبحنك من قفاك! ثم قلبه على وجهه، وجعل يقطع أوداجه روحي له الفداء، وهو ينادي:
وا جداه! وا محمداه! وا أبا قاسماه! وا أبتاه وا علياه! أأقتل عطشانا وجدي محمد المصطفى؟ أأقتل عطشانا وأبي علي المرتضى، وأمي فاطمة الزهراء؟ (1) وفي خبر آخر قال (عليه السلام) لشمر: لقد ارتقيت مرتقى عظيما، طالما قبله رسول الله (صلى الله عليه وآله). (2) وفي رواية أخرى: أنه (عليه السلام) قال: أنت الأبقع الذي رأيتك في منامي. (3) [647] - 430 - المجلسي:: وروي في المناقب بإسناده عن عبد الله بن ميمون، عن محمد بن عمرو بن الحسن، قال: