من الماء، فأخذ الطفل وتوجه نحو القوم وقال: يا قوم! قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري، وما بقي غير هذا الطفل، وهو يتلظى عطشا، فاسقوه شربة من الماء.
فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم مشوم من ظالم غشوم، وهو حرملة بن كاهل الأسدي، فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد، أو من الأذن إلى الأذن، فجعل الحسين (عليه السلام) يتلقى الدم حتى امتلأت كفه ورمى به إلى السماء. (1) [577] - 360 - ابن الجوزي:
وقال [الحسين (عليه السلام)]: يا قوم! إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل!
فرماه رجل منهم بسهم فذبحه، فجعل الحسين يبكى ويقول: أللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا، فنودي من الهواء: دعه، يا حسين! فإن له مرضعا في الجنة. (2) وفي الناسخ، قال: يا قوم! لقد جف اللبن في ثدي أمه! (3) وفي تظلم الزهراء (عليها السلام): ثم وضع كفيه تحت نحر الصبي حتى امتلأتا دما، قال:
يا نفس! اصبري واحتسبي فيما أصابك، إلهي ترى ما حل بنا في العاجل، فاجعل ذلك ذخيرة لنا في الأجل. (4) [578] - 361 - القندوزي الحنفي: وفي رواية أنه (عليه السلام) قال:
يا قوم! لقد قتلتم أصحابي وبني عمي وإخوتي وولدي، وقد بقي هذا الطفل - وهو ابن ستة أشهر - يشتكي من الظمأ، فاسقوه شربة من الماء.