" وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهله " وفي سيرة ابن هشام والبداية والنهاية " ولا لأهل بيته " وكذا دحلان والحلبي، ولعل المراد من بيان حرمة الصدقة لمحمد وأهل بيته أن إيجاب الصدقة ليس لوصول المال له ولأهله وإنما هو لفقراء المؤمنين كما في بعض أحاديث الخمس أنه ليس لي من الغنيمة إلا الخمس والخمس مردود إليكم.
" إنما هي زكاة يتزكى على فقراء المؤمنين وأبناء السبيل " وفي ابن هشام والبداية: " إنما هي زكاة يزكى بها على فقراء المسلمين وابن السبيل " وفي الأموال:
" إنما هي تزكون بها لفقراء المؤمنين ".
قال ابن الأثير: " وأصل الزكاة في اللغة الطهارة والنماء والبركة والمدح، وكل ذلك قد استعمل في القرآن والحديث، ووزنها فعلة كالصدقة، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا، وهي من الأسماء المشتركة بين المخرج والفعل، فتطلق على العين وهي الطائفة من المال المزكى بها وعلى المعنى وهو التزكية ".
والمعنى: أن الصدقة طهارة لأنفسكم، وتنمية لها في إبعادها عن حب المال والبخل، وتقريبها إلى الله تعالى وإلى الايثار ورفع حوائج المؤمنين، وهذا تطهير للنفس بمعنى وتنمية لها إلى الكمال.
ويمكن أن يقال: إنها مال ممدوح وحسن تعطونها الفقراء إيحاء إلى أن المال الذي تعطونه الفقراء ينبغي أن يكون من أحسن أموالكم، ولن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون.
" وإني قد بعثت " وفي البداية والنهاية وابن هشام " وإني قد أرسلت ".
" وأولي ديني " وفي ابن هشام والبداية والنهاية: " وأولي دينهم " وصف رسله بأنهم من صالحي أهله وذوي دينهم وعلمائهم.