المقوقس يتجسس الأخبار:
وفي بعض كتب السيرة: وفد على المقوقس جمع من ثقيف وفيهم المغيرة بن شعبة (وكان ذلك قبل إسلامه) فلما دخلوا على المقوقس قال لهم: كيف خلصتم إلي وبيني وبينكم محمد وأصحابه؟ قالوا: لصقنا بالبحر، قال: فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟ قالوا: ما تبعه منا رجل واحد، قال: فكيف صنع قومه؟ قالوا: تبعه أحداثهم، وقد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة، قال: فإلى ماذا يدعو؟ قالوا: إلى أن نعبد الله وحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا ويدعو إلى الصلاة والزكاة ويأمر بصلة الرحم، ووفاء العهد، ويحرم الزنا والربا والخمر.
فقال المقوقس: هذا نبي مرسل إلى الناس كافة ولو أصاب القبط والروم لاتبعوه، وقد أمرهم بذلك عيسى، وهذا الذي تصفون منه بعث به الأنبياء من قبله، وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد ويظهر دينه إلى منتهى الخف والحافر، فقال وفد ثقيف: لو دخل الناس كلهم ما دخلنا معه، فانفض [فهز] المقوقس رأسه وقال:
أنتم في اللعب، ثم سأله عن أشياء سؤال هرقل لأبي سفيان، ثم قال لهم: ما فعلت يهود بيثرب؟ قلنا: خالفوه فأوقع بهم فقال: هم حسد، أما إنهم يعرفون من أمره مثل ما نعرف (1).
صورة شمسية (بالفوتوغراف) من أصل كتابه (صلى الله عليه وآله) إلى النجاشي اكتشف حديثا وقد بحث حوله البروفسور الهندي في المجموعة. تفضل بها (مكتبة سروش من تبريز) بأمر العلامة الواعظ الجرندابي نزيل تبريز.