بين كتابين كتاب كسرى تحت رقم 53 (الذي أسلفناه عن المشهور) وكتاب إلى المنذر بن ساوى حسب رواية القلقشندي المذكورة تحت رقم 59 فتنبه (وسيأتي نقل الكتاب فانتظر).
هذا مع أن ظاهر الكتاب أنه تأمين وتوثيق لمن آمن ولا يناسب الكتاب للدعوة في السنة السادسة أو السابعة إلى إمبراطورية فارس.
وأما ما نقله أبو عبيد والسيوطي من ذكر الآية * (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) * فلا ينافي النقل الأول لاحتمال سقوطها عن هذا الكتاب وسيأتي جملة من الكلام حول تعدد الكتاب.
الشرح:
كسرى بكسر الكاف وتفتح لقب ملوك الفرس وهو وقتئذ ابرويز (پرويز) ابن هرمز والنسبة إليه كسروي وكسرواني كما في النهاية والقاموس، وزاد أنه معرب خسرو بمعنى واسع الملك (1).
كتب (صلى الله عليه وآله) " عظيم فارس " دون ملك فارس للفرق الواضح بينهما، كما أنه (صلى الله عليه وآله) كتب كذلك إلى المقوقس وقيصر والنجاشي، وقد روي في كتابه (صلى الله عليه وآله) إلى المقوقس وقيصر في بعض النصوص " صاحب " مكان " عظيم " قال العيني في العمدة: " فإن قلت: لم لم يكتب ملك البحرين وقال عظيم البحرين؟ قلت: لأنه لا ملك ولا سلطنة للكفار، إذ الكل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولمن ولاه " (راجع 2: 28).