وما زاد على ذلك من أدلة المتكلمين والخوض في دقائق الكلام، فهو فرض كفاية، لصيانة الدين ودفع شبه المبطلين، وأم الفعل: فتعلم واجب الصلاة عند التكليف بها ودخول وقتها، أو قبله بحيث يتوقف التعلم عليه، ومثلها الزكاة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف.
وأما باقي أبواب الفقه من العقود والايقاعات فيجب تعلم أحكامها حيث يجب على المكلف بأحد الأسباب المذكورة في كتب الفقه، وإلا فهي واجبة كفاية.
ومنه تعلم ما يحل ويحرم، من المأكول والمشروب والملبوس، ونحوها مما لا غنى عنه، وكذلك أحكام عشرة النساء لمن له زوجة، وحقوق المماليك لمن له شئ منها.
وأما الترك: فيدخل في بعض ما ذكر، ليجتنب، ومما يلحق به بل هو أهمه، كما أسلفناه في صدر الكتاب 1 تعليم ما يحصل به تطهير القلب من الصفات المهلكة كالرئاء والحسد والعجب والكبر، ونحوها، مما تحقق في علم مفرد، وهو من أجل العلوم قدرا، إلا أنه قد اندرس بحيث لا يكاد ترى له أثرا.
ولو توقف تعلم بعض هذه الواجبات على الاشتغال به قبل البلوغ لضيق وقته بعده ونحوه، وجب على الولي تعليم الولد ذلك قبله من باب الحسبة، بل ورد الامر بتعليم مطلق الأهل ما يحصل به النجاة من النار، قال الله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا. 2 معناه: علموهم ما ينجون به من النار. 3