منية المريد - الشهيد الثاني - الصفحة ١٧٤
وقال سعيد بن جبير رحمه الله: لا يزال الرجل عالما ما تعلم، فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده، فهو أجهل ما يكون 1.
وأنشد بعضهم في ذلك:
وليس العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل 2 ومن هذا الباب أن يترك السؤال استحياء، ومن هنا قيل: من استحيا من المسألة لم يستحي الجهل منه 3.
وقيل أيضا: من رق وجهه رق علمه 4.

١ - " تذكرة السامع " / ٢٨، ١٣٥، " شرح المهذب " ج ١ / ٤٩، " الفقيه والمتفقه " ج ٢ / ١٦٠ وفيه: " كان أجهل " بدل " فهو أجهل " وانظر " عيون الأخبار " ج ٢ / ١١٨.
٢ - في " أمالي المرتضى " ج ٢ / ١٤٠: ".. قال حدثنا ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: لقيت أعرابيا بالبادية فاستر شدته إلى مكان فأرشدني وأنشدني:
ليس العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل "، وفي " جامع بيان العلم وفضله " ج ١ / ١٠٧: " كان الأصمعي ينشد:
" شفاء العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل "، وفي " المحدث الفاصل " ٣٦٢: " أنشدنا ثعلب عن ابن الاعرابي:
تمام العمى طول السكوت وإنما * شفاء العمى يوما سؤالك من يدري "، وفي " أدب الدنيا والدين " / ٦٦: " قال بشار بن برد:
شفاء العمى طول السؤال وإنما * دوام العمى طول السكوت على الجهل فكن سائلا عما عناك فإنما * دعيت أخا عقل لتبحث بالعقل "، وفي " تذكرة السامع " / ١٥٧: " ولبعض العرب:
وليس العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل "، وفي " كفاية الأثر " / ٢٥٢ - ٢٥٣، و " بحار الأنوار " ج ٣٦ / ٣٥٩، الحديث ٢٢٨ - نقلا عنه -: " عن الباقر عليه السلام:
ألا إن مفتاح العلم السؤال، وأنشأ يقول:
شفاء العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل ".
٣ - لم أقف على قائله.
٤ - قاله عمر بن الخطاب وابنه، كما في " مقدمة ابن الصلاح " / 371، و " فتح الباقي " 2 / 229، و " شرح المهذب " ج 1 / 49، أو ابنه كما في " الفقيه والمتفقه " ج 2 / 144، و " تذكرة السامع " / 157، و " تدريب الراوي " ج 2 / 147. وفي " سنن الدارمي " ج 1 / 137 نسبه إلى الشعبي وعمر، وفي " مفتاح دار السعادة " ج 1 / 177، نسبه إلى الحسن [البصري]، وفي " جامع بيان العلم وفضله " ج 1 / 125: " قالوا: من رق وجهه رق علمه " ونقله الميداني في " مجمع الأمثال " ج 2 / 328، في حرف الميم من كلام " المولدين ". هذه مصادره من كتب العامة، ولكنه روي في " الكافي " ج 2 / 87، كتاب الايمان والفكر، باب الحياء، الحديث 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست