التي تستعملها من البدن) الكبد، والقوة الغضبية تسمى سبعية وآلتها من البدن القلب وإذا عرفت ذلك فاعلم أن اعداد الفضائل الخلقية المذكورة بحسب اعداد هذه القوى وكذلك أضدادها التي هي رذائل اما الحكمة الخلقية فهي من فضائل القوة العقلية وذلك انها ملكة تحصل للنفس عن اعتدال حركتها بحيث يكون شوقها إلى المعارف الصحيحة تصدر عنها الافعال المتوسطة بين أفعال الجربزة والغباوة، واما العفة فهي فضيلة القوة البهيمية وهي ملكة تحصل عن اعتدال حركة هذه القوة بحسب (1) تصريف العقل العملي (و) بها تكون الافعال المتوسطة بين (2) أفعال الحمود (3) والفجور، واما الشجاعة فهي فضيلة القوة السبعية وهي ملكة تحصل عن (4) اعتدال هذه القوة السبعية بحسب تصرف (5) العقل فيما يقسطه لها وبها تصدر الافعال المتوسطة بين أفعال الجبن والتهور، ثم إن هذه الفضائل الثلاث إذا نسب بعضها إلى بعض حتى اعتدلت في الانسان حدث عنها ملكة رابعة هي تمام الفضائل الخلقية (و) بها تكون الافعال المتوسطة بين الظلم والانظلام تسمى بالعدالة، ومن الناس من ظن أن المراد من الحكمة ههنا هو الحكمة العملية التي تجعل قسيمة للنظرية وقد عرفت ما بينهما من التباين من تصور حديهما. واعلم أن تحت كل واحدة من هذه الفضائل الأربع أنواعا من الفضائل ونحن نذكرها.
اما الفضائل التي تحت الحكمة:
الأولى صفاء الذهن وهو قوة استعدادية للنفس نحو اكتساب الآراء. الثانية الفهم وهو حسن (6) ذلك الاستعداد لتصور ما يرد عليها من غيرها والتفطن لكيفية لزومه عن المبادئ.
الثالثة الذكاء وهو شدة تلك القوة وسرعة انقداح النتائج للنفس. الرابعة الذكر وهو ثبات ما يقتنصه العقل والوهم من التصورات والاحكام. الخامسة التعقل وهو موافقة بحث النفس