بل احياء عند ربهم يرزقون (1) وقوله عليه السلام في بعض خطبه: حتى إذا حمل الميت على نعشه رفرفت روحه فوق النعش وتقول: يا أهلي ويا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، وجه الاستدلال ان نقول: لا شئ من الانسان المقتول والمتكلم بميت بمقتضى الآية والخبر وكل بدن وقوة فيه فميتة بالضرورة ينتج من الشكل الثاني لا شئ من الانسان ببدن ولا قوة فيه بالضرورة وهو (2) المعنى بالجوهر المجرد وعلى هذا المطلوب أدلة كثيرة عقلية ونقلية آثرنا تركها مراعاة للاختصار وهي مذكورة في المطولات.
واما برهان وجودها للفلك فقالوا: لاشك ان الفلك متحرك بالاستدارة فحركته اما أن تكون طبيعية أو قسرية أو إرادية فالقسمان الأولان باطلان فتعين (3) الثالث، وإنما قلنا: انها ليست طبيعية، لان كل وضع ونقطة متوجه إليها الحركة بالطبع فهي مفارقة لها بالطبع فالمطلوب بالطبع مهروب عنه بالطبع هذا خلف، وإنما قلنا: انها ليست قسرية، لان القسر هو ما يكون على خلاف الطبع وحيث لا طبع فلا قسر (4) فبقي أن تكون إرادية فلها إذا ميل مستدير إرادي، وكل فاعل بالإرادة فلابد وأن يكون له شعور بفعله فللأفلاك قوة على الادراك والفعل وهي النفس، والمشاؤن (5) على أن تلك النفس جسمانية والشيخ على أن ما وراء ما أثبتوه للفلك من النفس نفس مجردة حجته ان الحركة الفلكية إنما هي للتشبه بالعقول المجردة والتشبه بالشئ يستدعى ادراكه والمدرك للمجرد مجرد فللفلك نفس مجردة منتقشة بالعلوم الكلية والجزئية على الوجه الكلى نقشا فعليا وكذلك العقول المشبهة لها (6) وتحقيق هذه المقدمات وحل الشكوك التي تتوجه عليها (7) غير لائق بموضعنا فليطلب من مظانه.