والكعبة خط مستقيم بل خط منحني، والمقياس في الاستقبال حينئذ ان يختار أقصر خط من الخطوط المنحنية بينه وبين القبلة، فمن كان يبعد عن الكعبة ويقع في شمالها على نحو تفصله عنها مسافة بقدر ربع محيط الكرة الأرضية مثلا إذا وقف إلى جهة الجنوب كان مستقبلا وإذا وقف إلى جهة الشمال لم يكن مستقبلا لان الخط المنحني الذي يفصله عن الكعبة في الحالة الأولى يساوي ربع محيط الكرة والخط المنحني الذي يفصله عن الكعبة في الحالة الثانية يساوي ثلاثة أرباع المحيط فالخط الأول أقصر وبه يتحقق الاستقبال.
والاستقبال شرط لصحة الصلوات الخمس اليومية ولجميع اجزائها حتى الأجزاء المنسية التي تؤدى بعد الصلاة (وهي السجدة والتشهد) والركعات الاحتياط دون سجود السهو (وهو سجود يجب على المصلي بعد الفراغ من صلاته أحيانا إذا كان قد تورط في سهو خلال الصلاة كما سيأتي) وكذلك هو شرط لسائر الصلوات الأخرى واجبة أو مستحبة فيجب في صلاة الآيات والصلاة على الأموات وغير ذلك.
2 - ويستثنى مما ذكرناه إذا صلى الانسان صلاة النافلة وهو غير مستقر في وقوفه كما إذا صلاها ماشيا فان الاستقبال في هذه الحالة ليس شرطا، وكذلك إذا صلى النافلة وهو راكب في السيارة أو السفينة أو الطائرة وهي تتحرك به فإنه لا يجب والحالة هذه ان يحرص على استقبال القبلة، وأما إذا صلى النافلة وهو مستقر وليس في حالة مشي ولا في واسطة نقل متحركة فليس من المعلوم ان تصح صلاته الا إذا استقبل القبلة كما يفعل في صلاة الفريضة تماما.