الله - عز وجل -، وقال الآخر مثل ذلك. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدا سأله، ولا أحدا حرص عليه. " (1) وروى نحوه البخاري أيضا في كتاب الأحكام من صحيحه. (2) 6 - وفي سنن أبي داود، قال أبو موسى قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لن نستعمل - أو لا نستعمل - على عملنا من أراده. " (3) 7 - وفي العقد الفريد: " طلب رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستعمله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنا لا نستعمل على عملنا من يريده. " (4) 8 - وروى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة قال: قال ابن عباس لعلي (عليه السلام): أرى أنهما (طلحة والزبير) أحبا الولاية، فول البصرة الزبير وول طلحة الكوفة...، فضحك على (عليه السلام) ثم قال: " ويحك، إن العراقين بهما الرجال والأموال، ومتى تملكا رقاب الناس يستميلا السفيه بالطمع، ويضربا الضعيف بالبلاء، ويقويا على القوي بالسلطان. ولو كنت مستعملا أحدا لضره ونفعه لاستعملت معاوية على الشام. ولولا ما ظهر لي من حرصهما على الولاية لكان لي فيهما رأي. " (5) هذا.
ودفاع أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حقه ومطالبته له في الفرص المختلفة لم يكن عن حرص منه، بل لبيان الحق ولحرصه على ما فيه صلاح حال المسلمين. وإلا فهو القائل أيضا: " والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة. " (6) كما أن اقتراح يوسف النبي (عليه السلام) بقوله: " اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم " (7) أيضا لم يكن إلا للحرص على ما فيه صلاح أهل مصر في ذلك العصر. ومن