والظاهر أن مراده بقوله: " أحدهم " أحد الأئمة (عليهم السلام) وان كان يحتمل غير ذلك أيضا، ففي رسائل إخوان الصفا:
" قال ملك الفرس أردشير في وصيته: إن الملك والدين أخوان توأمان لأقوام لأحدهما إلا بالآخر وذلك أن الدين أس الملك والملك حارسه فما لا أس له مهدوم و مالا حافظ له ضائع، ولابد للملك من أس ولابد للدين من حارس. " (1) هذا.
ولكن في كنز العمال أيضا: " الإسلام والسلطان أخوان توأمان لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه، فالإسلام أس والسلطان حارث، وما لا أس له يهدم وما لا حارث له ضائع. " ( الديلمي، عن ابن عباس) (2).
ولعل كلمة " حارث " غلط والصحيح: " حارس "، كما في الاختصاص. وظاهره كون الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
2 - ما في دعائم الإسلام: " وعن علي (عليه السلام) انه قال: لابد من إمارة ورزق للأمير، ولابد من عريف ورزق للعريف، ولابد من حاسب ورزق للحاسب، ولابد من قاض ورزق للقاضي.
وكره أن يكون رزق القاضي على الناس الذين يقضى لهم ولكن من بيت المال. " (3) 3 - ما في تحف العقول عن الصادق (عليه السلام): " لا يستغني أهل كل بلد عن ثلاثة يفزع إليهم في أمر دنياهم وآخرتهم، فإن عدموا ذلك كانوا همجا: فقيه عالم ورع، وأمير خير مطاع، وطبيب بصير ثقة. " (4) والهمج بالتحريك: السفلة والحمقى ومن لا خير فيهم.
4 - صحيحة محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " كل من دان الله - عز وجل - بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير...
والله يا محمد، من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله - عز وجل - ظاهر عادل أصبح ضالا تائها. وان