دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية - الشيخ المنتظري - ج ١ - الصفحة ١٩٦
مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق. واعلم يا محمد، ان أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا. " (1) 5 - ما في الاختصاص عن محمد بن علي الحلبي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " من مات وليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية. " (2) 6 - ما في الاختصاص أيضا عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
" من مات وليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية. " قال: قلت " إمام حي " جعلت فداك؟ قال: " إمام حي. " (3) أقول: قد مر منا في أواخر الباب الثاني أن أنس أذهاننا بإمامة الأئمة الاثنا عشر (عليهم السلام) وأحقيتهم أوجب انصراف لفظ الإمام عندنا إليهم (عليهم السلام) وكأن اللفظ وضع لهم، ولكن اللفظ وضع للقائد الذي يؤتم به إما في الصلاة أو في الحج أو في الشؤون السياسية ونحو ذلك، سواء كان بحق أو بباطل. ولذا قال الله - تعالى -:
" قاتلوا أئمة الكفر. " (4) وأطلق الإمام الصادق (عليه السلام) لفظ الإمام على أمير الحج إسماعيل بن علي حين وقف عليه (عليه السلام) فقال له: " سر فإن الإمام لا يقف. " (5) وفي رسالة الحقوق لعلي بن الحسين (عليهما السلام): " كل سائس إمام. " (6) فراجع ما حررناه هناك.
ولا تستغرب أن يكون موت من ليس عليه إمام حي ظاهر ميتة جاهلية أو ميتة كفر ونفاق، فإن الإمام الحق هو الحارس للدين والمجري للإسلام. وهل يكون وجود الإمام أهون من الوصية بالنسبة إلى مال جزئي وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من

١ - الكافي ١ / ١٨٣ - ١٨٤، كتاب الحجة، باب معرفة الإمام والرد اليه، الحديث ٨.
٢ - الاختصاص / ٢٦٩.
٣ - الاختصاص / ٢٦٩.
٤ - سورة التوبة (٩)، الآية ١٢.
٥ - الوسائل ٨ / ٢٩٠، الباب ٢٦ من أبواب آداب السفر، الحديث ١.
٦ - الخصال / 565 (الجزء 2)، أبواب الخمسين، الحديث 1.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست