المفسدة الخارجية المهاجمة، فتدبر.
بل الدفاع عن بيضة الإسلام وحوزة المسلمين واجب ولو في ظل راية الباطل أيضا بشرط عدم تأييده.
6 - ففي خبر يونس قال: " سأل أبا الحسن (عليه السلام) رجل وأنا حاضر، فقال له: جعلت فداك، ان رجلا من مواليك بلغه أن رجلا يعطي سيفا وقوسا في سبيل الله، فأتاه فأخذهما منه وهو جاهل بوجه السبيل، ثم لقيه أصحابه فأخبروه ان السبيل مع هؤلاء لا يجوز، وأمروه بردهما. قال: فليفعل. قال: قد طلب الرجل فلم يجده وقيل له قد قضى الرجل. قال: فليرابط ولا يقاتل. قال: مثل قزوين وعسقلان والديلم وما أشبه هذه الثغور؟ فقال: نعم. قال: فإن جاء العدو إلى الموضع الذي هو فيه مرابط كيف يصنع؟
قال: يقاتل عن بيضة الإسلام. قال: يجاهد؟ قال: لا إلا أن يخاف على دار المسلمين. أرأيتك لو أن الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ (يسع خ. ل) لهم أن يمنعوهم؟ قال: يرابط ولا يقاتل، وان خاف على بيضة الإسلام والمسلمين قاتل فيكون قتاله لنفسه ليس للسلطان، لأن في دروس الاسلام دروس ذكر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). " (1) وسند الحديث لا بأس به.
فانظر يا أخي المسلم، كيف غفل المسلمون وأغفلوا بتسويل المستعمرين و أياديهم الجاهلة أو الخبيثة وعلماء السوء، فحصروا دين الله في بعض المراسم الظاهرية والآداب الشخصية، واستولى الكفار على بلاد المسلمين ومعابدهم و جميع شؤونهم وشتتوهم ومزقوهم كل ممزق، واستضعفوهم بأنحاء الاستضعاف من حيث لا يشعرون. اللهم فبدد شمل الكفار وفرق جمعهم واردد كيدهم إلى أنفسهم، و أيقظ المسلمين من سباتهم وهجعتهم. آمين رب العالمين. هذا.
واعلم أن الدفاع لا يمكن ولا يتحصل إلا بإعداد المقدمات والوسائل والتسلح بسلاح العصر، والتدرب عليه. فيجب ذلك لا محالة، وقد قال الله - تعالى - في كتابه