عليكم ولا تغيرون، وتغزون ولا تغزون، ويعصى الله وترضون. " (1) فيا أخي المسلم، أو ليس الواحد منا - أنا وأنت - بإنسان؟! أو ليس فينا عواطف الإنسانية وحميتها فضلا عن الالتزام الاسلامي؟! فكيف يبلغنا مجازر المسلمين و تخريب بلادهم ومعابدهم وهتك نواميسهم بأيدي الكفار والصهاينة في فلسطين و لبنان وأفغانستان والهند وسائر البلدان ولا نتحرك ولا نحامي، بل ولا نعترض بكلام وقول، بل ولا نؤيد من يعترض، بل ربما نؤيد الكفار عمليا؟!
5 - وقد روى الطبري في تاريخه عن أبي مخنف، عن عقبة بن أبي العيزار أن الحسين " ع " خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
" أيها الناس، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله. ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمان وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله و حرموا حلاله وأنا أحق من غير. " (2) وكلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يختص بالسبط الشهيد وبزيد بن علي وبشهيد فخ و أمثالهم، بل هو تكليف عام لجميع المسلمين في قبال الكفار وسلاطين الجور و طواغيت الزمان، كما يدل على ذلك عموم الموصول.
وكيف كان فالجهاد الدفاعي في قبال هجوم الأجانب والكفار والتسلط على بلاد المسلمين وشؤونهم وثقافتهم واقتصادهم من أوجب الواجبات. والتشكيك في ذلك تشكيك فيما يحكم به الكتاب والسنة، بل العقل والفطرة، فان الله - سبحانه - جهز الإنسان بل الحيوانات أيضا بأجهزة الدفاع وخلق فيه القوة الغضبية لذلك، كما خلق في الدم الكريات البيض للدفاع عن مملكة البدن في قبال الجراثيم