في الصلاة والكلام المتعمد فيها يبطلها فإن سلم ساهيا تسليمة أو تسليمتين في غير موضعهما فعندنا أنه يبني على صلاته ولا يفسد الصلاة مع النسيان ويسجد سجدتي السهو وقال أبو حنيفة إن تكلم ساهيا بطلت صلاته على ما حكيناه قبل هذا المسألة وقال أبو جعفر الطحاوي كان رأي عمر أن يقول أن السلام يفسد الصلاة وقال مالك والشافعي من سلم أو تكلم ساهيا بنى وقال الثوري في رواية إن سلام الناسي يفسد الصلاة وفي رواية أخرى أنه لا يفسد وقال الحسن بن حي وعبيد الله ابن الحسن العنبري لا يفسد الصلاة السلام ناسيا فأما الذي يدل على أن من سلم معتمدا في الصلاة تسليمة أو اثنتين في غير موضعهما فإن صلاته مفسدة تفسد وإن كان في ذلك إصلاح لصلاته وهو خلاف مالك بعد الاجماع المتقدم ما رواه زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزل: وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت في الصلاة وأيضا حديث عبد الله بن مسعود أنه قال: قدمت من أرض الحبشة فوجدت النبي ع في الصلاة وكانوا يسلمون على المصلي فيرد السلام قبل خروجي إلى أرض الحبشة فسلمت على النبي فلم يرد السلام علي فأخذني ما قدم وما حدث فلما فرع من صلاته قال: إنما الله يحدث من أمره ما شاء وإن ما أحدث ألا يتكلموا في الصلاة وأيضا حديث معاوية بن الحكم أن النبي ع قال:
لكن صلاتنا هذه لا يدخل فيها شئ من كلام الناس وهذه الأخبار كلها تدل على أنه لا فرق بين ما هو إصلاح الصلاة وبين غيره فأما الذي يدل على أن من سلم ناسيا فإن صلاته لا تفسد وأنه يبني على صلاته ويسجد سجدتي السهو فهو كل شئ دللنا عليه والمسألة التي قبل هذه المسألة على أن من تكلم ناسيا في الصلاة لا تفسد صلاته وأيضا فإن السلام أخص حالا من الكلام وإذا كان من تكلم ناسيا لا تفسد صلاته فأولى أن يكون السلام بهذه الصفة وخبر ذي اليدين الذي تقدم ذكره يدل على أن من سلم ناسيا لا تبطل صلاته لأنه روي أن النبي ع سلم في الركعتين الأولتين ساهيا من الظهر أو العصر ثم بنى على صلاته.