ويركع من خلفه ويسجد، وإذا وجد العريان الذي معه غيره شيئا يستر به عورته من حشيش الأرض وغيره فليستر به عورته وليصل قائما فإن لم يجد فليقتصر على الصلاة جالسا حسب ما قدمناه.
باب صلاة الخوف والمطاردة والمسايفة:
إذا خاف الانسان من عدو أو لص أو سبع جاز له أن يصلى الفرائض على ظهر دابته، فإن لم تكن له دابة وأمكنه أن يصلى بركوع وسجود على التخفيف صلى كذلك، فإن خاف أن يركع ويسجد فليومئ إيماء وقد أجزأه ويكون سجوده أخفض من ركوعه.
وإذا أراد قوم أن يصلوا جماعة عند لقائهم العدو فليفترقوا فرقتين: فرقة منهم تقف بحذاء العدو والفرقة الأخرى تقوم إلى الصلاة ويقوم الإمام فيصلي بهم ركعة، فإذا قام الإمام إلى الثانية وقف قائما وصلوا هم الركعة الثانية وتشهدوا وسلموا ويقومون إلى لقاء العدو ويجئ الباقون فيقفون خلف الإمام ويفتتحون الصلاة بالتكبيرة ويصلى بهم الإمام الركعة الثانية له وهي أولة لهم، فإذا جلس الإمام في تشهده قاموا هم إلى الركعة الثانية لهم فيصلونها فإذا فرغوا منها تشهدوا ثم يسلم بهم الإمام.
وإن كانت الصلاة صلاة المغرب فليفعل الإمام مثل ما قدمناه، يصلى بالطائفة الأولى ركعة ويقف في الثانية وليصلوا هم ما بقي لهم من الركعتين ويخففوا. فإذا سلموا قاموا إلى لقاء العدو ويجئ الباقون فيستفتحون الصلاة بالتكبير ويصلى بهم الإمام الثانية له وهي الأولة لهم، فإذا جلس في تشهده الأول جلسوا معه وذكروا الله، فإذا قام إلى الثالثة له قاموا معه وهي ثانية لهم فيصليها، فإذا جلس للتشهد الثاني جلسوا معه وليتشهدوا لهم وهو أول تشهد لهم ويخففوا ثم يقوموا إلى الثالثة لهم فليصلوها، فإذا جلسوا للتشهد الثاني وتشهدوا سلم بهم الإمام.
وإذا كان الرجل في حال القتال ودخل وقت الصلاة فليصل على ظهر دابته وليسجد على قربوس سرجه يستقبل بتكبيرة الافتتاح القبلة ثم يصلى كيف ما دارت به الدابة، فإن لم يتمكن من السجود صلى مومئا وينحني للركوع والسجود.