من القيام آخر الليل رطوبة رأسه ولا ينبغي أن يجعل ذلك عادة، وقضاء صلاة الليل من الغد أفضل من تقديمها في أول الليل، ومن أدركه الفجر ولم يكن صلى شيئا من صلاة الليل جاز أن يصلى نافلة الفجر ما بينه وبين طلوع الحمرة من ناحية المشرق فإذا طلعت الحمرة كان عليه الابتداء بفريضته ومن ابتدأ بالصلاة قبل دخول الوقت ودخل الوقت وهو في شئ منها وتمم باقيها فيه كانت صلاته مجزئة، فأما من صلى قبل دخول الوقت وفرع من صلاته لم تكن مجزئة فأما من صلى بعد خروجه فقد تقدم ذكره، فإذا كنا قد ذكرنا الأوقات فينبغي أن نذكر ما يعرف به زوال الشمس.
باب ما يعرف به زوال الشمس:
زوال الشمس يعرف بميزانها أو بالأسطرلاب وذلك مشهور، فإن لم يتمكن من يريد معرفة ذلك مما ذكرناه أمكن أن يعرفه بالدائرة الهندية، وصفة ذلك: أن يقصد لها أرضا مستوية البسطة يدير فيها دائرة معتدلة ويأخذ عودا معتدلا يكون طوله مثل نصف دنوها إلى جانب الدائرة ويجوز أن يكون أطول قليلا ويعمله غليظ الأسفل دقيق الرأس مثل السلة وينصبه في وسطها موضع مركزها وينظر ظله، فإنه يجده في أول النهار ممتدا خارجا عن محيطها وكلما ارتفعت الشمس نقص الظل حتى يصير طرفه على محيطها، وينبغي أن يرقبه فإذا صار على محيطها أعلم عليه ثم يتركه فإنه لا يزال ينقص حتى يدخل الدائرة ويقصر بعد ذلك إلى نصف النهار ثم يعود في الزيادة بعد نصف النهار.
فإنه ينبغي أن يرقبه قبل خروجه في محيط الدائرة وإذا صار طرف الظل عليها أعلم عليه ثم يخط خطا مستقيما من العلامة الأولى إلى العلامة الثانية فيكون كالوتر لقوس، ثم يقسم القوس الذي تحته بنصفين ويقسم الدائرة بمجموعها من نصف القوس أرباعا يتقاطع بخطين فيكون الخط الخارج من نصف القوس إلى أعلى الدائرة هو خط نصف النهار الممتد من الشمال إلى الجنوب والخط القاطع له عرضا هو الخط الممتد من المشرق إلى المغرب، وإذا تم ذلك وكان العود منصوبا في وسط هذه الدائرة وألقى ظله على الخط الذي ذكرناه أنه خط نصف النهار كانت الشمس في وسط السماء، فإذا ابتدأ طرف رأس الظل