أبواب الصلاة اعلم أن الصلاة عمود الدين. وهي أول ما يحاسب العبد عليها، فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها. وإياك أن تستخف بها، أو تكسل عنها، أو يشغلك عنها شئ من غرض الدنيا. فقد قال رسول الله ص: ليس مني من استخف بصلاته لا يرد على الحوض لا والله، ليس مني من استخف بصلاته ومن شرب مسكرا لا يرد على الحوض، لا والله. فإذا قمت إلى الصلاة فأقبل عليها، ولا تمتخط ولا تبزق، ولا تتثاءب ولا تمط، ولا تمس الحصى، ولا تلتفت، واخشع في صلاتك فإن الله يقول: الذين هم في صلواتهم خاشعون يعني غض الطرف. وقوله تعالى: والذين هم على صلواتهم يحافظون يعني الفريضة. من صلاها لوقتها عارفا بحقها، لا يؤثر عليها غيرها، كتب الله له بها براءة لا يعذبه. ولا يستند إلى حائط إلا أن يكون مريضا. ولا تعجل في قراءتك. وإذا مررت بآية فيها رحمة أو عذاب فاسأل الله الجنة وتعوذ به من النار واخضع لله. ولا تحدث نفسك إن قدرت على ذلك. وتأن في دعاءك. ولا تعبث فيها بيديك ولا برأسك ولا بلحيتك. ولا تكفر فإنما يصنع ذلك المجوس. ولا تلثم. ولا تحتقر. ولا تقعي على قدميك، ولا تفرقع أصابعك، ولا تقدم رجلا على رجل. واجعل بين قدميك قدر شبر أو إلى أكثر من ذلك. ولا تنفخ في موضع سجودك. فإذا أردت النفخ فليكن قبل دخولك في الصلاة. وإياك والتورك في الصلاة فإنه
(٤٩)