وإذا اجتمعت صلاة عيد وصلاة جمعة في يوم واحد صليت صلاة العيد وكنت بالخيار في حضور الجمعة، روي عن الصادق ع أنه قال: اجتمع صلاة عيد وجمعة في زمن أمير المؤمنين ع فقال: من شاء أن يأتي الجمعة فليأت ومن لم يأت فلا يضره.
ولا بأس أن تصلي صلاة العيد في بيتك عند عدم إمامها أو لعارض مع وجوده، فمتى صليتها فابرز تحت السماء فوق سطحك أو حيث لا ساتر لك منها وصلها كما تصليها في الجماعة ركعتين، روي عن الصادق ع أنه قال: من لم يشهد جماعة الناس في العيدين فليغتسل وليتطيب بما وجد وليصل وحده كما يصلى في الجماعة، وروي عنه ع في قوله عز وجل: خذوا زينتكم عند كل مسجد، قال: لصلاة العيد والجمعة، وروي أن الزينة هي العمامة والرداء، وروي أن الإمام يمشي يوم العيد ولا يقصد المصلي راكبا، ولا يصلى على بساط، ويسجد على الأرض، وإذا مشى رمى ببصره إلى السماء، ويكبر بين خطواته أربع تكبيرات ثم يمشي، وروي أن النبي ص كان يلبس في العيدين بردا ويعتم شاتيا كان أو قائظا.
والقراءة في يوم العيد بجهر بها كما يجهر في صلاة الجمعة. والخطبة فيه بعد الصلاة ويوم الجمعة قبلها، وروي أن أول من غير الخطبة في العيد فجعلها قبل الصلاة عثمان بن عفان وذلك أنه لما أحدث أحداثه التي قتل بها كان إذا صلى تفرق عنه الناس وقالوا ما نصنع بخطبته وقد أحدث، فجعلها قبل الصلاة.
باب صلاة يوم الغدير وأصلها:
يوم الغدير هو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، نزل رسول الله ص فيه حين مرجعه من حجة الوداع بغدير خم، وأمر أن ينصب له في الموضع كالمنبر من الرحال وينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع سائر من كان معه من الحاج ومن تبعهم لدخول المدينة من أهل الأمصار، واجتمع جمهور أمته، فصلى ركعتين ثم رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وزجر وأنذر ونعى إلى الأمة في الخطبة نفسه، ووصاهم بوصايا - يطول