باب كيفية الصلاة وصفتها وشرح الإحدى والخمسين ركعة وترتيبها والقراءة فيها والتسبيح في ركوعها وسجودها:
فإذا زالت الشمس وعرف ذلك الانسان بإحدى علامات زوالها التي ذكرناها فليسبغ وضوءه - إن كان على حدث يوجب الطهارة - وليتوجه إلى القبلة خاشعا لله مقبلا على صلاته بقلبه وبدنه وليستفتح الصلاة بالتكبير فيقول: الله أكبر، ويرفع يديه مع تكبيره حيال وجهه وقد بسط كفيه وضم بين أصابع كل كف من يديه وفرق بين إبهامه ومسبحته ولا يجاوز بأطراف أصابعه في رفعهما للتكبير شحمتي أذنيه وليرسلهما مع آخر لفظة بالتكبير إلى فخذيه ثم يرفعهما ويكبر تكبيرة أخرى كالأولى ويرسلهما مع فخذيه ويكبر ثالثة رافعا يديه بها حيال وجهه كما تقدم ذكره ثم يرسل يديه حسبما وصفناه مع جنبيه إلى فخذيه ويقول: اللهم أنت الملك الحق المبين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي وارحمني إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت التواب الغفور الرحيم.
ثم يكبر تكبيرة رابعة يرفع بها يديه ثم يرسلهما ويكبر أخرى ليكمل بها خمس تكبيرات ويرسلهما ويقول:
لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدي من هديت، عبدك وابن عبديك بين يديك الشر ليس إليك لا ملجأ ولا منجى ولا ملتجأ منك إلا إليك سبحانك وحنانيك سبحانك وتعاليت سبحانك ربنا ورب البيت الحرام.
ثم يكبر تكبيرتين أخريين إحديهما بعد الأخرى كما قدمنا ذكره ويقول:
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.
ثم يقرأ الحمد وقل هو الله أحد يفتتحها ببسم الله الرحمن الرحيم كما افتتح الحمد لله بذلك، وليكن نظره في حال قيامه إلى موضع سجوده، ويفرق بين قدميه فيجعل بينهما قدر شبر إلى أكثر من ذلك، ولا يضع يمينه على شماله في صلاته كما يفعل ذلك اليهود والنصارى