باب ركعتي الطواف:
ركعتا الطواف واجبتان كما ذكرناه في قسمة المفروض من الصلوات ويجب أن يفعل المكلف فيهما مثل ما يفعله في غيرهما من أحكام الصلاة، ومن وجبتا عليه صلاهما عند مقام إبراهيم ع بأن يجعله بين يديه ثم يصلى فإن نسي صلاتهما عند هذا المقام كان عليه إعادتهما عنده فإن لم يذكرهما حتى سار رجع فصلاهما عنده فإن لم يتمكن من ذلك صلاهما حيث يذكرهما، والأفضل أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد سورة الإخلاص وفي الثانية بعد الحمد قل يا أيها الكافرون، فأما وقتها فقد ذكرناه في باب أوقات الصلاة.
باب الصلاة على الموتى:
إذا أردنا أن نذكر كيفية الصلاة على الموتى من الناس فينبغي أن نبين من يجوز هذه الصلاة عليه ومن لا يجوز، فأما الذي يجوز عليه فهو كل من كان على ظاهر الإيمان من رجل أو امرأة حر أو عبد ومن بلغ عمره من هؤلاء الذين ذكرناهم ست سنين أو أكثر، وقد يصلى هذه الصلاة على جهة الندب والاستحباب على كل طفل يقصر عمره عن ست سنين من أولاد المسلمين وعلى من خالف مذهب أهل الحق مع حصول التقية المرتفعة في ترك ذلك، فلا يجوز الصلاة على الناصب للعداوة لأهل بيت النبي ص إذا كانت التقية مرتفعة في ترك الصلاة عليه وكذلك لا يجوز على غير الناصب ممن ظاهره ظاهر الكفر والشرك على حال، ومن مات ممن ذكرنا جواز الصلاة عليه من الرجل والمرأة أو الحر، والعبد كانت الصلاة عليه واجبة.
وينبغي أن يؤذن للمؤمنين بذلك ليجتمعوا ويكثروا للصلاة عليه وهي فرض على الكفاية ومتى قام بها بعض المكلفين سقط فرضها عن الباقين، والأفضل للإنسان أن لا يصليها إلا وهو على طهارة فإن لم يكن على ذلك وفاجأته تيمم وصلى عليها فإن لم يتمكن من ذلك أيضا جاز أن يصليها على غير طهارة، ومن كان من النساء على حال حيض أو جنابة وأرادت الصلاة على الجنازة فالأفضل لها أن لا تصليها إلا بعد الاغتسال فإن لم تتمكن من ذلك جاز لها ذلك بالتيمم فإن لم تتمكن من ذلك جاز لها أن تصلي عليها