مبين وأيضا فإن القرآن ليس بأدون حالا من الشعر ولو أن معبرا عبر عن قصده من الشعر بالفارسية لما سمى أحد ما سمعه بأنه شعر فبأن لا يقال ذلك في القرآن أولى وأيضا فإن اعجاز القرآن في لفظه ونظمه فإذا عبر عنه بغير عبارته لم يكن قرآنا فإن تعلق المخالف بقوله تعالى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى وبقوله تعالى وإنه لفي زبر الأولين والصحف الأولى لم تكن بالعربية وإنما كانت بلغة غيرها فالجواب عن هذا أنه تعالى لم يرد أن القرآن كان مذكورا في تلك الكتب بتلك العبارة وقيل أيضا إنه أراد صفة محمد ع وذكر شريعته ودينه في الصحف الأولى وإنما أراد أن حكم هذا الذي ذكر في القرآن مذكور في تلك الكتب بتلك العبارة وقيل أيضا إنه أراد صفة محمد ع فإن قيل قد حكى الله تعالى عن نوح أنه قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وعن غيره من الأمم الماضية ونحن نعلم أنهم لم يقولوا ذلك بهذه العربية وإنما قالوه بلغاتهم المخالفة لها إلا أنه لما حكي المعنى أضاف الأقوال إليهم وهذا يقتضي أن من عبر عن القرآن بالفارسية وكون عبارته قرآنا قلنا لا أحد من الناس يقول إن من عبر الكلام بما يوجد فيه معناه يكون قائلا له بعينه وإنما يكون قائلا لما معناه معنى هذا الكلام وفائدته فظاهر الأمر متروك لا محالة.
المسألة السابعة والثمانون:
الطمأنينة بعد الاستواء من الركوع والسجود واجبة هذا صحيح وهو مذهب أصحابنا وإليه ذهب الشافعي وقال أبو حنيفة ليس ذلك بواجب دليلنا على صحة ما ذهبنا إليه بعد الاجماع المتقدم ما روي من قوله ع في خبر رفاعة ثم لتكبر ولتركع حتى تطمئن راكعا ثم قال في آخر الخبر فإذا فعل ذلك فقد تمت صلاته فجعل تمام الصلاة متعلق بالطمأنينة في الركوع فإن قالوا: قال الله تعالى واركعوا واسجدوا والركوع في اللغة هو الانحناء والطمأنينة ليست مشروطة في تعلق الاسم قلنا إنما أوجب الله تعالى فقال الركوع إيجابا مطلقا والنبي ع بين كيفية السجود في الخبر الذي ذكرناه ومما يدل على وجوب الطمأنينة في السجود قوله ع في خبر رفاعة لا تقبل صلاة امرئ إلى أن