الحرام سنة 1405 هجرية إلى منتهى سنة 1410 ومن أعظم ما من الله سبحانه وتعالى علي أن وفقني للاستفادة من دروسه الشريفة وأبحاثه العالية، وكنت بحمد الله ومنه مواظبا على حفظ إفاداته وما كان يلقيه على جم غفير وجماعة كثيرة من العلماء والمجتهدين والفضلاء والمشتغلين الذين كانوا يحضرون مجلس إفاضاته وتحقيقاته، حتى كتبت في الحدود دفاتر ومجلدات عديدة.
وقد طلب مني عدة من العلماء الأعلام والفضلاء الكرام ممن حضروا تلك الدراسات ومن لم يحضرها أن أقدم ما دونته إلى الطبع كي يسهل وقوفهم على آرائه وبدايع أنظاره حول هذا الأمر الخطير الاسلامي فأجبت مسؤولهم، وها أنا أقدمها بين يدي حضرات العلماء والفضلاء وقد سميته ب (الدر المنضود في أحكام الحدود).
وقد تكرم سيدي الأستاذ المرجع دام ظله وتفضل علي بالتقريض المطبوع في صدر الكتاب.
أرجو المولى الكريم رب العالمين، الذي هداني لهذا، أن يجعله أثرا نافعا وإن كان فيه خلل وخطأ فإن الانسان محل السهو والنسيان، إلا من عصمهم الله من الزلل، وآمنهم من الخطأ وجعل بيوتهم مهابط وحيه ومختلف ملائكته وسكان سماواته.
قال الله جل جلاله:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) 1 وفي الخبر أنه شاجر علي بن الحسين عليهما السلام بعض الناس في مسألة من الفقه، فقال عليه السلام:
(يا هذا لو صرت إلى منازلنا لأريناك آثار جبرئيل في رحالنا أفيكون أحد أعلم بالسنة منا؟) 2.