فلا عليه له للنفس والا لكانت الأجسام كلها ذوات نفوس كذلك واما القوة الجسمانية سواء كانت نفسا أخرى أو صوره جسمية (1) أو عرضا جسمانيا فاستحال كونها علة لنفس لان تأثيراتها بتوسط الوضع فلا وضع لها بالقياس إلى ما لا وضع له.
وأيضا الشئ لا يوجد لما هو أشرف منه ولا شك ان النفس أقوى تجوهرا وأشرف وجودا من سائر القوى الجرمانية فموجدها لا محاله شئ مقدس عن المواد والأجرام فهو الواجب جل ذكره اما بلا واسطه أو بواسطة شئ من عالم امره وكلمته.
وههنا اشكالان أحدهما ان قولهم ان القوى الجسمانية لا تفعل ولا تنفعل الا بتوسط الوضع مستلزم لان لا ينفعل ولا يوجد جسم ولا صفه له من المبادئ المفارقة إذ لا يتصور وضع بين المادي والمفارق.
وثانيهما انه يلزم ان لا يؤثر البدن وأحواله في النفس لتجردها عنه.
والجواب عن الأول ان الأجسام والمواد نفسها (2) هي الموجودة المنفعلة