بذاتها غير كافيه في كونها مبدء هذا الانتزاع بل بسبب تأثير الفاعل فيها فلم لا يجوز ان يكون في الوجود شيئان كل منهما بذاته مصداق هذا المفهوم ومنشأ انتزاعه.
فان قيل قد ثبت ان الذي يكون بذاته مبدء انتزاع الوجود المشترك لا بد ان يكون وجوده الخاص (1) وتعينه الذي هو عين ذلك الوجود غير زائد على ذاته فالوجود الخاص الواجبي عين هويته الشخصية فلا يمكن اشتراكه وتعدده فيرد عليه الشبهة المشهورة المنسوبة إلى ابن كمونة بان العقل لا يأبى بأول نظره ان يكون هناك هويتان بسيطتان لا يمكن للعقل تحليل شئ منهما إلى مهية ووجود (2) بل يكون كل منهما موجودا بسيطا مستغنيا عن العلة ولذلك قيل إن في كلام الحكماء في هذا المقام مغالطة نشأت من الاشتباه بين المفهوم والفرد فإنهم حيث ذكروا ان وجوده تعالى عين ذاته أرادوا به الامر الحقيقي القائم بذاته حتى يجوز ان يكون عين ذاته وحيث برهنوا على التوحيد بان وجوده عين ذاته فلا يمكن اشتراكه أرادوا به المفهوم إذ لو أرادوا به الوجود الخاص القائم بذاته لم يتم برهان التوحيد لجواز ان يكون وجودان خاصان قائمان بذاتيهما ويكون امتيازهما بذاتيهما فيكون كل منهما وجودا خاصه متعينا بذاته ويكون هويه كل منهما ووجوده الخاص عين ذاته على نحو ما يقولون على تقدير الوحدة.
أقول هذه الشبهة شديده الورود (4) على أسلوب المتأخرين القائلين باعتبارية