قبل ان المتحرك لا يوجب حركه بل يحتاج إلى محرك غيره والمحركات لا محاله تنتهي إلى محرك غير متحرك أصلا دفعا للدور والتسلسل وهو لعدم تغيره وبرائته عن القوة والحدوث واجب الوجود أو وجه من وجوهه كما مر ذكره في مباحث حدوث العالم وأيضا الأجسام الفلكية تبين عند الطبيعيين ان حركاتها نفسانية لا طبيعية و المباشر للحركات نفس فاعله بالإرادة فلها في فعلها غاية فهي قاصده للخير لا تحرك لأجل شهوة أو غضب أو التفات إلى نفع يصل إلى ما دونها إذ لا وقع له عندها ولا الغاية حال بعضها لبعض والا لتشابهت الحركات ولم ينته عدد الأجسام إلى آخر فإذا لم يكن غايتها شهوانية ولا حال بعضها مع بعض ولا الأجسام التي تحتها أو فوقها ولا نفوس ما تحتها أو ما فوقها على ما بين في موضعه فتعين أن تكون لأمر غير جسماني ولا نفساني فان وجب وجوده فهو المراد والا استلزمه وهذه طريقه الخليل ص.
ويقرب من هذا الطريق ان الأمور الزائلة امكانها وحدوثها ظاهر وانفعال العنصريات عن السماويات معلوم (1) وليست السماويات بعضها علة للبعض اما المحوي للحاوي فهو ظاهر لكونه أقصر وأحقر واما الحاوي للمحوي فلاستلزامه (2) لامكان الخلاء والكواكب أشرف من غيرها والشمس أشرف الجميع فهي أولى بهذا الوهم ومع ذلك متغير متجدد الأحوال من الطلوع والأفول فيحتاج إلى محرك غير ذاتها فما