الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٤٥
تقريره ان النفس الانسانية مجرده عن الأجسام (1) حادثه بما هي نفس (2) مع حدوث البدن لامتناع التمايز أولا بدون الأبدان واستحالة التناسخ كما سيجئ فهي ممكنة مفتقرة في وجودها إلى سبب غير جسم ولا جسماني اما الجسم بما هو جسم (3)
(1) ان قلت النفس غير مجرده من أول الأمر بل جسمانية الحدوث روحانية البقاء عند المصنف قده.
قلت أولا هذا الدليل من القوم وهم قائلون بتجرده من أول الأمر في ذاته دون فعله وثانيا ان النفس وان كانت جسمانية حدوثا عند المصنف لكنها مجرده بقاء فيطالب العلة لمقامها التجردي ويتم الدليل إلى آخره س قده (2) قيد الحدوث بهذا القيد للإشارة إلى قدم النفس باعتبار باطن ذاتها أي بما هي عقل كلي فان كينونه العقل الكلى المفارق ذاتا وفعلا في المقام الشامخ الجبروتي عند الله كينونه النفوس في ذلك المقام ولكنه مبنى على قواعد حكمية محكمة مبرهنة في هذا الكتاب والكتب الأخرى من هذا الحكيم المتأله قده من أصالة الوجود وتشكيكه والحركة الجوهرية وجواز اختلاف افراد نوع واحد في الجسمانية والتجرد وغير ذلك وعلى هذا يحمل قول أفلاطون الإلهي بقدم النفس لا انها قديمه بما هي نفس لامتناع التمايز س قده (3) إن كان المراد به ما هو الجسم في بادي النظر وهو الصورة الجسمية أو الجسم على طريق الاشراقيين بقي الهيولى التي هي جوهر أبسط عند المشائين فهي أيضا باطل كونها علة والا لكانت الأجسام كلها ذوات نفوس مع أن الهيولى قابله صرفه لا فعليه ولا فاعليه لها - س قده.