وقع في أوهام القاصرين من الصابئين وغيرهم ليس الا من جهة الغلط في السماويات وبهذه الطريقة يبطل كونها الغاية القصوى وثبت ما ورائها ما هو أكمل وهو محركها لا على سبيل مباشره وتغير بل على سبيل تشويق عقلي وامداد نوري وهو واجب الوجود فاطر الكل وكمال هذه الطريقة بما حققناه وأحكمناه من اثبات حركه الجوهرية في جميع الطبائع الجسمانية فلكية كانت أو عنصرية فالأفول والدثور كما يلحقها من جهة الصفات والهيئات من الأوضاع وغيرها كذلك يلزمها من جهة الجوهر والذات فمحول ذواتها و مبقيها على سبيل تجدد الأمثال هو الذي ليس بجسم ولا جسماني وعلى هذا المعنى يحمل حكاية الخليل ع حيث نظر في أفول الكواكب وغيرها بحسب تجدد جواهرها في كل آن مع ما رأى من بقاء ملكوتها وصورها العقلية عند الله باقيه ببقائه حيث قال تعالى وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين فسافر ع بعقله من هذا العالم لدثوره وزواله إلى عالم الربوبية فقال لا أحب الآفلين انى وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما انا من المشركين وللطبيعيين (1) مسلك آخر يبتنى على معرفه النفس وهو شريف جدا لكنه دون مسلك الصديقين الذي مر ذكره ووجه ذلك أن السالك هيهنا عين الطريق وفي الأول المسلوك إليه عين السبيل فهو أشرف.
(٤٤)